لحن الحرية والخلود

لحن الحرية والخلود

18/8/2011

منذ صرت مولانا ونحن
نجأر إليك ،
وبك نستجير.
نشكو إليك فوضى أطفالنا
وصراخهم،
وخروجهم عن خط الحياة الذي رسمته
ليشبوا عبيدا مخلصين.
نشكو إليك زوجاتنا..
عندما يزدن ملح الطعام،
ويخبئن المال سراً للأيام العجاف..
ويحتفظن بالكيروسين اللازم لإشعال المصابيح، في ليالي الظلام الطويل.
نشكو إليك ضحكاتنا لو زادت عن الحد المسموح لنا فيه بالضحك على أنفسنا..
وإليك نشكو جُندَك المُلْهَمين
الصابرين على جرائمنا عندما نطلب الخبز الحلال ، والعمل الحلال ، وهنيهات
النوم القصير
وهم ..
يقتلون أحلامَنا، قبل..
أن يستفحل الحال بنا
ويصحو الضمير .
**
أنت مولانا
لك الحق أن تكون
ولا نكون
فمثلك لا يعاب
ولا يغيب.
حاضر دائما في بيتنا
تزين جدرانَه صورُك المحشورة بالنياشين.
حاضر في صدورنا
نمنع أنفاسنا أن تستدعي النسيم الخفيف
لتتنفس وحدك يا مولانا
وتظل حيا بعد أن يموت الصغير والكبير.

منذ صرت مولانا
ونحن لا نتزوج إلا برضاك
وبالمَهْرِ الذي يُرْضيك .
ولا ننجب سوى العبيد
يطأطئون أمامك هاماتِهم
ويتمددون كالسجادة الحمراء
تدوسهم بأقدامك ..
وأنت فوقهم تسير
كي لا يدنس حذائَك الباريسي اللامع
ترابُ الطريق .
**
منذ صرت مولانا
نسينا حروف الكلام لتظل وحدك الكليم
لم نعد نقص حكايات قبل النوم لأطفالنا،
جهلنا أحكام التلاوة والغناء ،
وبعنا الكرامة لتظل القائد الكريم
واكتفينا من عينيك بنظراتِ الرضا
إذ نتزاحم لإرضائك ..
بالسجود خاضعين.
**
منذ صرت مولانا
صرنا عبيداً
وصارت بلاد العروبة مسكونة بالطغاة ،
يشاركوننا نسائنا، وأفكارنا، وأموالنا،
وابتساماتنا المخبأة في عيوننا المطفأة البريق.

وجندك يعسّون الأبواب والنوافذ والجحور
يطاردوننا بالسياط كي لا نثور
ونظل هائمين في الصحارى ..
بدون سماء، ولا ..
قمر منير.

كنا نضرب بالسيف
واسأل صلاح الدين،
باسمك مولانا المعظم
حتى صرت مولانا
فأخذت السلاح
خزنته في سراديب العفونة
والعدو يطرق بأقدامه أبواب الحدود.
وسلمتنا لحزبك الفاشل
و"الشبيحة" المغول
يستخلصون حروف الغضب المهربة في العروق
حتى لا يُبْعث سِحرُ البيان في الثغور
فينكشف صوتك المهزوز
وينكشف المستور
بعدما تسقط عن وجهك الآثم
ورقة التوت التي تستر
العيوب ..
**
عندما صرت مولانا
قلت أنك مختلف عن حكام العروبة
وعصرك غير العصور.
حرٌ .. من الأحرار
تعشق الحرية
وتحلق كالصقور .
وتزرع شوارعنا بالحب وبالورود.
فأنت بشار من عرين الأسود
وأنت من يحمي الحدود
وأنت من يبعث تاريخ الجدود
وأنت .. وأنت .. وأنت ..
من سيدمر القبور .

لكنك جئت ..
فصرت النذير الشؤم
لشام البطولة والعروبة
وللقبائل والشعوب .
وصرت الذئب تنهش بأنيابك ..
درعا وحماة واللاذقية ودير الزور
وكل الثغور.
ولم تسلم المساجدُ من حقدك
فدمرت المآذن والحدائق والدور .
وسفكت دماء الأطفال
وحمزة الخطيب شاهد لا يزول
واعتقلت في سجونك النساء والشيوخ.
**
لم تعد مولانا
فليس مولانا من يكشف سقف العرين
وليس مولانا من يهدر دماء الآمنين .
وليس مولانا من يستبيح الجمال الرقيق،
ويفضح الصبايا في الخدور.
وليس مولانا من يجوعنا ،
وعندما يجوع ..
يفترسنا جميعا
لأننا ..
لم نحترم القيود .
فارحل
إنما أنت فشار العصور
قاتل ابن قاتل
ترهن البلاد والعباد
لحزبك المأفون .
والجولان ترزح تحت أقدام اليهود.
ارحل
عن تاريخنا
وعن شوارعنا
وعن الشام العريق
ارحل
وأنت عار مستعار كذوب
لن نقبلك منذ الآن ملكاً،
ولا عبدا أبوق ...
فقد ثار العبيد،
حطموا القيود،
وكتبوا بدمائهم
لحن الحرية والخلود .
***

الحريه قادمة بأذن الله و سيرحل قريبا" فالدماء الزكيه التي سالت و ارتوت بها اشجار الحريه لن تقف عند حد الا بالتحرر من هذا الذي يرزخ علي قلوب الشرفاء في الشام العريق أخي أمير الظلام موضوع أبداعي و كلمات من ذهب الله يعطيك العافيه